تعد مناهج البحث العلمي من أهم خطوات إعداد البحث العلمي ، حيث يتطلب إعداد البحث العلمي الإلمام بكافة مناهج البحث العلمي ، و تعرف مناهج البحث العلمي بأنها إجراءات منظمة تجعل الباحثين قادرين علي وضع شرح لمشكلة البحث العلمي ، و يتم ذلك من خلال عدد من الإجراءات المستخدمة في كتابة البحث العلمي من أدوات و أساليب و غيرها من الأليات المدروسة التي يمكن من خلالها تحليل الظواهر محل الدراسة من قبل الباحث للوصول إلي نتائج تفسر ظواهر الدراسة.
خصائص مناهج البحث العلمي :
تتسم مناهج البحث العلمي بعدد من الخصائص التي تميزها و هي:
- تمتاز المناهج البحثية الموضوعية و البعد عن التحيز الشخصي.
- تمتاز المناهج البحثية بالتبوء ، حيث يمكن من خلال مناهج البحث العلمي التبوء بدقة متناهية بكافة نتائج البحث العلمي.
- تمتاز المناهج البحثية بالمرونة ، أي أن مناهج البحث العلمي المختلفة قابلة للتكيف مع الظواهر المختلفة محل الدراسة.
- تجمع المناهج البحثية بين الفكر و الملاحظة للظواهر محل الدراسة
أهمية مناهج البحث العلمي.
- تساعد المناهج البحثية علي الوقوف علي ثمرة الجهود التي يبذلها الباحثين من أجل تفسير الظواهر محل الدراسة.
- تساعد المناهج البحثية علي تحقيق ما يرغب فيه الباحث من إنجازات في ميدان العلوم التطبيقية.
- تساعد المناهج البحثية علي بحث ظاهرة معينة بصورة احترافية .
- تساعد المناهج البحثية للتأكيد علي جودة البحث العلمي للبحث العلمي .
- نساعد المناهج البحثية علي التزام الباحث العلمي بما رسمه في بحثه.
تصنيفات مناهج البحث العلمي.
قد وضعت العديد من التصنيفات الأساسية و الفرعية لمناهج البحث العلمي ، و من أهم هذه التصنيفات ما يلي:
أولاً: المنهج التجريبي.
يعتبر المنهج التجريبي من أكثر المناهج البحثية دقة ، حيث يعتمد علي أسلوب التجربة ، و التجارب العلمية تعتمد علي نطاق واسع في دراسة الظاهرة الفيزيائية و الكيمائية ، حيث يستطيع الباحث أن يتحكم بصورة كبيرة في المتغيرات المؤثرة في الظواهر موضوع الدراسة ، و يعرف المنهج التجريبي بأنه المنهج الذي يستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل ، سواء أكانت خارجية عن النفس إطلاقاً أو باطنة فيها ، و ذلك بهدف التعمق في الظواهر التي تقبل الملاحظة ، و البحث عن أسباب حدوثها أو إيجاد تفسير لها ، و بالتالي يعتبر المنهج التجريبي هو الطريقة للتنبؤ بالظاهرة محل الدراسة و إمكان ضبطها و السيطرة عليها .
ثانياً: المنهج التاريخي.
يعد المنهج التاريخي من أهم المناهج البحثية ، و يستخدم المنهج التاريخي كمنهج من مناهج البحث العلمي في الدراسات التاريخية التي تعتمد علي جمع بيانات تاريخية و تحليلها للوصول إلي نتائج دقيقة تخص فترة تاريخية معينة، و يتم ذلك من خلال استخلاص و تجريد نتائج من تحليل المجتمعات التاريخية المختلفة في محاولة لإيجاد قوانين التاريخ من المجتمعات القديمة ، و يعرف المنهج التاريخي بأنه الطريقة التاريخية التي يتم من خلالها تحليل و تفسير الحوادث التاريخية كأساس لفهم المشاكل المعاصرة ، و التبوء بما سيكون عليه المستقبل ، فالمنهج التاريخي هو مجموعة من التقنيات و الطرق التي يتبعها الباحث التاريخي للوصول إلي الحقيقة التاريخية و إعادة بناء الماضي بكل دقائقه و زواياه.
ثالثاً: المنهج الاستقرائي.
يعد المنج الاستقرائي من مناهج البحثية المميزة في مجال كتابة البحث العلمي، و يستخدم المنهج الاستقرائي في استقراء الظواهر من خلال الانتقال من مرحلة البيانات إلي المرحلة النظرية و ليس من المرحلة النظرية إلي تحليل البيانات ، أي أن المنهج الاستقرائي كمنهج من مناهج البحث العلمي لا يسعي إلي أن تكون العينة مماثلة إحصائياً بل يسعي إلي توفير المعلومات الكافية للوصول بشكل عميق إلي مجتمع الدراسة من خلال الدراسة النظرية و ليس العملية .
رابعاً: المنهج الوصفي.
يعد المنهج الوصفي من أهم المناهج البحثية التي يعتمد عليها الباحثين ، و يقصد بالمنهج الوصفي كمهج من مناهج البحثي العلمي بأنه منهج علمي يسمح بدراسة الظواهر كما هي في الواقع و التعبير عنها بصورة كمية و كيفية و إعطاء معلومات شاملة تكون قاعدة للممارسات العملية الأخرى ، فالمنهج الوصفي يقوم علي جمع الحقائق و المعلومات و مقارنتها و تحليلها و تفسيرها للوصول إلي تعميمات مقبولة ، أو هو دراسة و تحليل و تفسير الظاهرة محل الدراسة من خلال تحديد خصائصها و أبعادها و توصيف العلاقات بينها بهدف الوصول إلي وصف علمي متكامل عن الظاهرة محل الدراسة، و يتميز المنهج الوصفي بالعديد من المميزات من أهمها أنه منهج مناسب في بناء المقاييس و الاختبارات النفسية المختلفة أو تكيفها في بيئة اجتماعية ثقافية معينة ، كما يساعد المنهج الوصفي علي توفير قاعدة معلومات أساسية لبناء الفرضيات و الإحاطة بالمتغيرات لبناء نظريات علمية سليمة .
خامساً: المنهج الاستنباطي.
يعتبر المنهج الاستنباطي من المناهج البحثية المميزة ، و يعرف المنهج الاستنباطي بأنه مجموعة من الإجراءات الذهنية التي تبدأ من العام منهجية إلي الخاص ، أو هو تلك الطريقة المنهجية الاستدلالية التنازلية التي تعتمد علي قاعدة تحليل ” كل – جزء ” من اجل الوصول إلي معرفة يقينية بشأن الظاهرة محل الدراسة و ذلك مثل العمليات الحسابية التي يقوم بها الرياضي دون إجراء تجارب ، و الاستنباطات التي يستعملها القاضي اعتمداً علي ما لديه من قضايا و مبادئ قانونية، و يساعد المنهج الاستنباطي تحليل الظواهر من الكل إلي الجزء ، حيث يتم دراسة الظاهرة انطلاقاً من كليتها وصولاً إلي جزئيتها.
سادساً: المنهج المقارن.
يعد المنهج المقارن من المناهج البحثية المميزة ، و يقصد بالمنهج المقارن المنهج الذي يسعي من خلالها الباحث إلي تحديد أسباب الوضع الحالي للظاهرة محل الدراسة ، و تحديد سبب وجود فروق في سلوكيات جماعات من الأفراد و الفروق في أحوالهم ، فالمنهج المقارن هو ذلك المنهج العلمي الذي يمكن من خلالها المقارنة بين ظواهر أو مجموعات معاصرة ، و إما بين ظواهر و مجموعات أخري ماضية أو هي نفسها في وقت ماضي.
يتميز المنهج المقارن بالعديد من المميزات و هي :
-يساعد المنهج المقارن كمنهج من المناهج البحثية علي معرفة العوامل المؤثرة في الظاهرة محل الدراسة ، و تفسيرها بشكل أعمق .
-يساعد المنهج المقارن كمنهج من المناهج البحثية علي معرفة أسباب الظواهر محل الدراسة دون اللجوء إلي التجربة.
-يمكن أن يكون منهجاً ملائماً كبديل للمنهج التجريبي في الدراسات الإنسانية التي لا يمكن إخضاعها للتجريب.
-يساعد المنهج المقارن كمنهج من المناهج البحثية الباحث علي اكتشاف الخصائص الكلية للظاهرة محل الدراسة في ماضيها و حاضرها و مستقبلها و ذلك عن طريق المضاهاة و إبراز الصفات المتشابهة و المختلفة بين الظاهرتين ، و معرفة درجة تطور أو تراجع الظاهرة عبر الزمن.